بص ياباشا قبل ما تقرأ اى حاجه لازم تعرف ان احنا هنا Minimum Charge يعنى م الاخر لازم تسيب تعليق ولو ماسيبتش عادى برده ولايهمك كفايه انك نورتنا.



الأربعاء، يونيو 29، 2011

عـمّ راضـى...



«بقولك ياه يابركتنا ما ألاقيش معاك عشريناية كده تودينى مشوار».. هكذا قال على لعمّ راضى الراجل الطيب الذى يقف فى دكانة البقالة التى يملكها ويسترزق منها ليرعى ثلاثة أبناء أكبرهم على وأوسطهم عائشة أو عيشة كما يحب أن يناديها وأصغرهم حبيبة... نظر عمّ راضى إلى على بوجه ضاحك يتخلله بعض من مظاهر حمل الهَم قائلاً «إمته بقى ياعلى ترحمنا من المصاريف دى.. إمته؟؟».. تقدم على نحوه مباشرة وانحى ليٌقبل رأسه قائلاً «خلاص ياحجوج هانت كلها ترم إن شاء الله وأشيل عنك الحمل ده».. فرد عليه قائلاً «ربنا ينجحك ويوفقك يابنى وأشوفك محامى أد الدنيا وتجيب حق الغلابة.. ويحبب فيك خلقة يابنى»... فرد عليه على قائلاً «والله العظيم ياحاج انته اللى مصبرنا ع الدنيا دى ربنا يخليك لينا يابركة.. هات العشريناية بأه».. فارتسمت إبتسامة رضا على وجه عمّ راضى وأعطى له العشرين جنيه والتى إختطفها على بدوره وأنصرف بعيدا.. ومع إنصراف على أخذ يردد «ربنا يحميك يابنى»...

«ربنا يحميك يابنى» هكذا تمتم بها ثانية وهو يتذكر ما حدث مصحوبة بدمعة مختفية وراء عيون شامخة أبت أن تظهر الإنكسار أبداً .. ورفع نظره إلى أعلى وأخذ ينظر إلى الجالسين حوله فى عربة المترو وتمتم مكرراً «ربنا يحميك يابنى».. ثم نظر إلى الظرف الأصفر الذى يحمله فى يده وردد مرة أخرى بكل أسى «ربنا يحميك ياعلى يابنى»..  ووضع يده على عينيه ليمسح الدمعة التى أوشكت أن تجرى على خدة  وردد «اللهم لا إعتراض.. اللهم لا إعتراض.. اللهم يا حنان لا أعتراض على قضاءك»...

ثم نهض من مكانه لإقتراب محطة النزول.. وعند وصوله بالقرب من الباب سأل الرجل الذى يقف أمامه «نازل مبارك يا أستاذ؟؟».. هنا نهره بحده ذلك الشابان اللذان يقفان في الجوار «إسمها الشهداء ياحاج.. الشهدااااء ماعدتش مبارك خلاص.. مبارك المخلوع أنتهى وأنتهت أيامه».. نظر إليهم عمّ راضى بنظرة عينيه التى يتلألأ منها الضى قائلاً «الشهداء!!.. مبارك!!.. مش هاتفرق يابنى».. إعترض أحد الشابان «لأ إزاى ياحج.. فيه فرق كبير.. مبارك ده ابن وس_تييييت حرامى.. وبينا وبينه دم الشهداء».. تهكم عمّ راضى «ما خلاص يابنى اللى راح راح.. يعنى الشهداء ها يخدوا إيه لما يتسمى على أسمهم المترو»..

فى هذه اللحظة انفتح الباب ونزل عم راضى ليمضي في طريقة ولكن إستوقفه أحد الشابان قائلاً «معلش ياحاج بس أنا عايز أقولك حاجة.. إحنا عارفين إنهم مش ها ياخدوا حاجة.. بس التسمية دى كتكريم لهم وفخرنا بيهم».. أبتسم له عمّ راضى ووضع يده فى الظرف الذى يحمله وأخرج الورق الذى بداخلة وأمسك بيده صورة على وقال «دى صورة الشهيد على راضي.. ابنى الحيلة.. المحامي.. كان لساله ترم ويتخرج ويبقى محام أد الدنيا.. صرفت عليه دم قلبى عشان اشوفه محامى».. وفحص الورق مرة أخرى وأخرج ورقة ووجهها إلى أحد الشابان وقال «وده التقرير الطبى اللى بيقول إن سبب الوفاة رصاصة من أعلى الرأس إلى الرقبة.. رصاص قناصة الشرطة يابنى».. رد عليه أحد الشابان «الله يرحمه.. إبنك فخر لينا والله ياحاج».. قاطعه عم راضى «فخر إيه يابنى بس.. دا بيقول عليه بلطجى عشان طالبنا بحقة.. عشان طالبنا بمحاكمة اللى قتله.. بعد ما سرقوا حلمه بيقولوا عليه بلطجى.. وانا اللى كنت يابنى مستنيه يتخرج عشان يشيل عنى الحمل..  يقوم هو يزود عليا الحمل ويموت.. ربنا يجازيك ياعلى زودت حملى.. بلاش يابنى والنبى الكلام اللى انتوا بترددوه ده عشان انتوا بتتكلموا واحنا بنتقهر.. ما احنا مرميين عند ماسبيرو أهو ولا حد معبرنا.. هما اللى عند ماسبيرو دول مين يعنى؟؟..ما بتتفرجش ع التلفزيون وما عرفتش مين اللى عند ماسبيرو»..

هنا تدخل شخص من هؤلاء المارة الذين دفعهم الفضول وتلميع الأوكر لمعرفة سبب تجمهر بعض الناس حول عم راضى والذى إنضم لتوه معلقا عند سماع جملة (الناس اللى عند ماسبيرو) «والله العظيم يعم الحاج الناس اللى معتصمين عند ماسبيرو دول شوية بلطجية عايزين الحرق.. دا الواحد بيلف لفة أم العروسة عشان هما قافلين الطريق.. عايزين إيه تانى.. هايجيبولهم فلوس منين يعنى.. بلاش طمع بأه.. البلد خربت والإقتصاد إتدمر».. نظر عم راضى إلى هذان الشابان وبصلابة لا يحسد عليها قال «عليك العوض ومنك العوض يارب.. الله يرحمك ياعلى».. وذهب فى طريقة بعيداً...

                                 حجــاز

1 ســــــــايق عليك النبـــى تجبر خاطرى بكلمتين...:

عنيا دمعت من عم راضي وهو صح واحنا كلنا غلط وربنا يرحم كل الشهداء