من يومين كده أنا قـولت هاروح القاهره أقعدلى يومين... تقولى رايح أعمل إيه مش عارف... طب السبب إيه برده مش عارف... طب ناوى على ايه ياعم والله ما أنا عارف... المهم سافرت وقعدت وطبعا زى العاده مش لاقى حاجه أعملها... وقـاعد فى الشقه طول النهار... وبالصدفه جه عليّا إضراب 6 ابريل... فقولت ياواد إضرب معاهم... ما إنته كده كده قـاعد... وأهو لو نجح الإضراب ده وعمل حاجه ممكن التاريخ يذكرك عشان انته كنت معاهم... فلقيتهم بيقولولك أخى المواطن ماتخرجش من بيتك يوم 6 ابريل وما تروحش الشغل... وأنا فعلا ما خرجتش وأصلا مفيش شغل... وقالولك علق أعلام على الشبابيك...بس للاسف ماعملتش كده مش عشان مفيش معايا حق العلم... لأ دا عشان الشقه اللى أنا فيها مفيش غير شبالك واحد بس وكمان طالل ع المنور يعنى لو علقت حاجه الناس مش هاتشوفها ... وقالولك كمان يـاريت تلبس أسود فى اليوم ده... وأنا مش هاقولك مالبستش أسود عشان ما عنديش أسود... لأ دا أنا عندى بدله سوده بس ما لبستهاش عشان ماكانشى عندى انترفيوهات فى اليوم ده...
وخلصوا هما اضراب وفضلت أنا مكمل مع نفسى وقربت على الاكتئاب... والعمليه بدأت تضلم أكتر وأكتر... بس فجأتا قولت لأ ووقفت كده زى الأسد... وقولت أنا مش هاسيب نفسى للزعـل... ومش هاستسلم وهقاوم وهقاوم وهاخلى عندى أمل... وأكيد فى نور جاى على رأى أحمد فرحات... وقولت أنا لازم أقوم وأتحرك وأخرج من جو الإكتئاب ده... غيرت هدومى وخرجت وبرده مش عارف رايح فين... قـعدت أفكر فى حد صحبى أروحله مالقتش... واللى لقيته لإما بعيد أوى لإما راجع من الشغل تعبان ومش هايقدر يخرج معايا... فقولت خليها تمشى وشوف رجلك هاتوديك لفين... ركبت المترو وفضلت أعد ف المحطات... لحد ماجات محطة رمسيس قولت ياواد رمسيس دى فيها ناس كتير أوى... ممكن تقعد تتفرج عليهم وأهو هاتشوف واحد رايح وواحده جايه وأهو الوقت بيعدى... ولما نزلت رمسيس وقفت شويه وبسرعه مليت... الناس الكتير الموجوده معظمهم حالتهم بؤس وحاجه تصعب عليك... وفكرونى بنفسى فقلت هى أصلا مش طالبه... قوم يابنى مشّى رجليك لنص البلد... وانزل طلعت حرب اتفرج على المحلات والسينمات وأهو جو يلهيك شويه...
ولما وصلت طلعت حرب شوفت السياح والبنات والموضه والشباب الفانكى بتوع مامى اللى بتجيب عربيات ودادى اللى بيجيب موبيلات... والناس اللى الدنيا ماشيه معاهم فل ومفيش أى مشاكل... قولت فى عقل بالى يالله ياولاد الكلب وأتخنقت من الناس دى وحسيت كده بالحقد الطبقى... فكبرت دماغى وسيبتنى منهم واتفرجت على المحلات... لقيت شوية بدل وتى شيرتات إنما إيه روعه...! وبصراحه عينى طلعت عليهم... بصيت ع السعر لقيت التى شيرت معدى ال400 جنيه... والبدله معديه ال 1000 جنيه... بصيت فى جيبى مالقيتش غير 20 جنيه... إتخنقت وإفتكرت حالى وقعدت أندب فى حظى وميلت بختى... ماهى كل ماروحلها كده تجيلى كده اعملها ايه يعنى...؟؟ زهأت ورجع الاكتئاب أزيد من الاول... وقلت يارتنى ماخرجت وقعدت فى الشقه... وكملت إضراب وركبت أول مترو راجع ع الشقه... يلا سلام...ادعولى...!!