منذ فترة ليست بالقليلة وأنا أتابع كتابات الجنس الناعم المنتشرة على صفحات الإنترنت أو على صفحات البلوجر (الله يستره)... ومن أكثر الأشياء المعروفة هو أن معظم كتابتهن تتمحور حول الحب والحبيب والمشاعر والأحاسيس ،، وذلك يبدو أمراً طبيعيا جدا ،، اذ أنهن منذ طفولتهن وهن يحلمن ويتمنين ذلك الفارس ذو الحصان الأبيض الذى يأتى من بعيد ليخطفها ويذهب بها بعيدا الى الجنة التى رسمتها دائما فى أحلامها... ولكنى لاحظت فى الفترة الأخيرة أن معظمهمنّ بدأنَ يتحدث عن أنهنّ لا يجدنّ ذلك الشعور المتبادل من الدُغف المسمى بالحبيب أو بمعنى أدق يجدنَ شعور يبدو جيدا لكنه لا يرضيهن كليةً وأقل مما حلمنَ به دوما... وبدأنَ يبدينَ بعض الإمتعاض لكن بحنيه شوية ،، إذ معظمهنّ أعلنّ صراحة أنه "براحتك يعنى بس أنا هافضل أحبك زى ما أنا"... وكما ترى فإنه تمرد حونين بعض الشىء وظلت الأمور هكذا إلى حدث ما كنّ ينتظره...
إذ فاجأتهم العزيزة جدا نانسى عجرم وطلت عليهنّ بأغنية تسمى "فى حجات" والتى إنتشرت كالنار فى الهشيم وذاع صيتها سريعا وأصبحت أشهر من الدوكش فى أغنية هوبا... واعتبرت تلك الأغنية على أنها المتحدث الأعلامى الرسمى لكل نساء الأرض... فعندما قالت "ما أقدرش أقولك غير كل طريقة حبك ليا ،، أو غير عليا ولا فاجأنى فى مرة وهالتى هدية ،، وإملا عنيا وإعمل حاجه أنا مش عارفاها"... صرخنَ قائلين "يسلم فُمك يانانسى ياحبيبتى أهو ده بالظبط اللى إحنا عايزينه ومش قادرين نعبر عنه"... ويبدو أن تلك الأغنية أصبحت الأغنية الرسمية فى كل بيوت الزوجية عشان الطشت يحس شوية باللى مهرية فى شغل البيت طول النهار... وأصبحت الكول تون الرسمى لكل المخطوبات عشان البعدا يخلوا عندهم دم ويحسوا... وكخطوة لم تكن مفاجأه أعلنت النسوه بجميع طوائفهنّ (متزوجات ومخطوبات ومستنيات الفرج من عنده ان شاء الله) العصيان المدنى والتمرد الكامل عندما أعلنت نانسى قائلة "مقدرش أقولك شكل حياتنا اللى أنا عايزاه ،، إعرف لوحدك شكل حياتنا اللى أنا عايزاه"... ولا أكذبكم قولا فأنا تعاطفت معهن قائلا "ماهما بردك محتاجين شوية حنية ولازم الواحد فينا يكون حسيس يعنى هما مش شوية كنب موجودين فى البيت"...
وظللت أدافع وأدافع الى أن باغتتنا الاخت نانسى مرة أخرى بفيديو كليبها الرائع لتلك الأغنية والذى أصبح منتشرا بسرعة البرق على صفحات الفيس بوك بسبب أن البنات تبادلته بينهنّ بعمل شير من واحده لواحده بطريقة "خد دى تحت لسانك وإدعيلى" مع التأكيد على اعادة تشيره هى الأخرى لكل أصحابها ،، واسمحوا لى أن أنتهز هذه الفرصة وأشكرها من صميم قلبى -ولو طولت أبوسها هابوسها وربنا بس للاسف ما أطولش- وذلك لأسباب عدة ،، أولها لآنها أنتجت كليب محترم بعض الشىء ومش متعودين منها على كده ،، وثانيها أدائها الرائع والمدهش فى ذلك الكليب وخاصة لحظة دموعها ،، وثالثها لأنها جعلتنى أثور وأتوقف عن التعاطف مع الجنس الناعم وأدافع عن جنسنا المظلوم فى ذلك الكليب... أيون حضرِتك منك ليها إحنا مظلومين فبعد مشاهدتى للكليب فأنا لم أجد الرجل أذنب فى شىء فهو لم يتجاهلها بشكل متعمد ولكنى أجده يظهر مشاعره كما يعلم هو عن المشاعر ،، ولم يدرك أبداً أنها تمتعض من ذلك وزهأت وبتخبى أنها تعبت لأنها تعللت بقولها "مقدرش أقولك" وطلبت منه قائلة "اعرف لوحدك شكل حياتنا اللى انا عايزاه" طب والنبى أعرف منين أنا بأه...
نحن أيتها السيدات الرقيقات لم نكن جبلات يوماً ما لا سمح الله ،، ولا إستبدلنا ذلك المدعو "القلب" بحجرين شيشة لا قدر الله... بل إننا كنا نشعر يوما ما كما تشعرن تماما وكنا يوما ما نعلم عن المشاعر كما تعلمن وأكثر وأنتنّ بالنسبة لنا كل شىء فى حياتنا... حقا أنتنّ كذلك ،، ففى زمن أجدادنا عندما كان الولد يبلغ سن الرشد ويبقى زى الحيطه فيسلمونه راية الرجولة والحصان الأبيض وطقم أبيض فى أبيض ويمتلىء اللوكاشن بالدخان وتجلس العروس فى ترقب ظهور المعلم على حصانه الأبيض من خلف الدخان قال ايه عشان يخطفها وبيعملوا منظر يعنى وبيتجوز ويكمل نص دينه ،، وبعد ما يتزوج يصبح محمد أفندى موظف الدرجة السابعة اللى مرتبة ثلاثة جنيهات اللى مهنياه ومستراه هو وعياله وبيروح الشغل الساعه 8 الصبح وبيرجع الساعه 2 الضهر يقيل شوية ويصحى ساعة العصرية يشرب الشاى مع مراته فى البلكونة...
أما نحن فعندما سلمونا راية الرجولة فرمونا فى تراك مليئ بالثيران الهائجة اللتى لا ترحم أبداً ولا تشفق على أحد ،، وأشاروا لنا إلى تلك العروس التى تجلس فىى نهاية ذلك التراك ،، ومن المفترض بى أن أنجو بروحى وأطلعلها سليم ولابس أبيض فى أبيض وأمتطى ذلك الحصان الأبيض اللعين عشان أتجوزها ،، وعندما علت صرخاتنا بأننا جرحى ونحتاج الى أسعافات أولية لمجابهة تلك الثيران قالوا لنا "إسترجل واشرب بيريل مش عاوز تتنيل تتجوز هو الجواز كده"... عافرنا وجاهدنا وقلبنا عيشنا هنا وهناك وكدنا أن نصل الى خط النهاية بجروحنا النازفه وأبدينا فروض الطاعه والولاء لأميرة الأميرات قالوا لنا "يابنى احنا بنشترى راجل وبدام مش قادر ع الحصان الأبيض ولا يهمك اعكشلك انته أى ثورين من التراك وإحنا نعمل بدل بأى حصان أبيض"... اذا أيتها الأميرات إننا لا نملك أى أهدافا فى حياتنا سوى أنتنّ أيتها الرقيقات ،، يغور التعليم والطموح والأمل والنجاح أهم حاجه أتجوز... أنتنّ البريق المتلئلىئ أمام أعيننا طوال أيام شقاؤنا ومرمطتنا... فبالله عليكم كيف لنا أن نبقى ونتبت على تلك المشاعر الملتهبه لذلك المدعو بالحب فى تلك الأيام الهباب... كيف لنا بعد كل تلك الأيام السوده أن نذكر لكم كلاما نحن أصلا نسيناه ولم نعد نتذكر منه الا أنه فى يوما ما كان يدعى باسم النبى حارسه الحب...
إذا أيتها السيدات الرقيقات لاتظلمونا بمشاعرنا البارده فهذا ما جنيناه من حربنا فى حياتنا البائسة... علمونا كيف لنا أن نستعيد تلك المشاعر... كنّ كالملاحين ووجوهنا الى الطريقه التى تريدوننا أن نعاملكنّ بها... نعم أيتها الملاحات الرقيقات هذه سُفنَكنّ فوجهوها كما تردنّ وجاهدنّ من أجل تغيرها ولا تتركوننا "أعرف لوحدك" ولكن علمونا "شكل حياتنا اللى أنا عايزاه"... فهذه حياتكنّ وإحنا بندفع إيجار فيها...
-----------------------------------
ملحوظة ضغنططة: أعتذر ان كان فى غلط فى اللغة دا أنا عملت مجهود رهيب عشان موضوع النون ده ولو حد شايف حاجه غلط يقولى