عندما شاهدتُ الفيديو الخاص بإزالة صورة مبارك من مجلس الوزراء فرحت كثيراً مثل ما فرح العامةُ جميعا ولكننى تساءلت فى وجدان نفسى قائلًا "دلوقتى مفيش رئيس طب هايحطوا صورة مين مكانة؟؟" وأخذت أبحث عن الاجابة الى أن وجدتها اليوم...
كانت الاجابة أنهم قد قامو بوضع صورة مكتوب فيها لفظ الجلالة "الله" وذلك فى مجلس الوزراء وجميع المصالح الحكومية... وما أحلاها اجابة فإنها عنت ليا الكثير والكثير وترد على كل من كانو يرددون "إنته عايز البلد تخرب مش كفاية بأه"... هؤلاء الإنهزاميون الذين خُلقوا فقط ليخافوا وتربو على عدم المجازفة ،، تربو على العيش بجوار خط نصف الملعب ،، تربو على كلمات مثل "أهم حاجه الستر وراحة البال" ،، تربو على " اللى نعرفة احسن من اللى ما نعرفوش"...
قبل الثورة كانو يقولون "إنتو عاوزين إيه... ع الأقل ده شبع ،، اللى هايجى وراه هايبقى لسه جعان"... لم نكترث وبدأنا بالثورة فطل علينا الرئيس وأقال الحكومة وعدل الدستور فقالو لنا "إنتوا عاوزين إيه تانى... ماهو الراجل بيشتغل أهو ،، نديله فرصة"... وأصررنا على مطالبنا فطل الرئيس من جديد واتحشتف شوية واخبرنا انه لن يترشح وهايكمل مدته ويمشى فقالو من جديد "إنتوا عاوزين إيه تانى... ماهو قال إنه مش هايرشح نفسه ،، نصبر عليه الست شهور دول"... لم نكترث وأصررنا على مطالبنا فأعلن الرئيس الحوار الوطنى بشأن المطالب وأكد لنا كلا من عمر سليمان وأحمد شفيق أن الحديث بشأن رحيل الريس والخوض فيه أمر غير مقبول فقالو لنا "إنتوا عاوزين إيه تانى... ماهو بيحاول ينفذو طلباتكو وقال انه مش هايشمى وهو عنيد جداً"... لم نكترث أيضا وكنا على ثقة أننا على بعد خطوة من الحرية ومع إصرارنا وإيمانا بالحرية أُعلن رحيل الريس فقالو وقلنا جميعا "هيييييييييه وهتفنا بمصر حبا واعتزازاً"...
وبعد الغنى والفرح والبهجة قلنا فلنكمل ما بدأناه اذاً... فقالو "إنتوا عاوزين إيه تانى... مش هو مشى خلينا نلم البلد بقى ونوقفها على رجلها".. فقلنا "نريد باقى المطالب التى عرضناها من البداية ومنها اقالة حكومة شفيق"... فسمعنا من جديد نفس الكلمات ونفس النغمات ونفس الأسلوب.... كلمات مثل "إديله فرصة ،، والله الراجل ده كويس وشكله شغال ،، ماهو شغال أهو وبيعمل حكومة" وهكذا اختلفو معنا كالعاده دائما هل تعرف لماذا...؟؟
لأنهم لم يفهمو هدفنا من البداية... هدفنا أيها السادة تتمثل فى ثلاث كلمات "كرامة ،، حرية ،، عدالة إجتماعية" هكذا بكل بساطة... فلتنسوا اذاً جميع الكلمات القديمة التى عفا عليها الزمن "مثل أهم حاجه رغيف العيش ،، الإقتصاد إتدمر ،، السياحة هاتتضرب ،، أمن المواطن" والتى للأسف مازال يرددها رئيس الوزراء...
أنا لا أختلف معكم أيها السادة على أن السيد أحمد شفيق رجل محترم وبتاع شغل ومن الأخر إيده نضيفة لكننا عايزين شغل مش عايزين كلام... لذلك سأحدثكم بلغة الرجل نفسة ،، أو لسنا نتفق جميعا أنه قال "الوزير اللى مش هاشوف شغلة فى عشرة أيام هايمشى"... اذاً يأتى السؤال: منذ متى تولى أحمد شفيق رئاسة الوزراء؟؟ الإجابة: منذ عشرين يوما أو أكثر... والسؤال: ماذا فعل الى الأن؟؟؟ ،،الإجابة: غير الوزارة وعشان الحلفان كل شوية يطلع فى برنامج تاك شو...
لا ياسيدى الإجابة ناقصة... فالإجابة الكاملة هى: عمل تعديل وزارى لبعض الوزارات... وعندما استنكرنا عليه أنه هناك بعض الوزراء لابد من رحيلهم مثل الفقى وسامح فهمى وأبو الغيط والدلعدى وزيرة القوى العامله... فقال هؤلاء وجدنا أنهم لا يوجد أفضل منهم وهم قائمون على مشاريع لا يعرف أحد أكثر منهم فيها وقال بالحرف الواحد "الوزراء دول مع أحمد شفيق أداءهم سيكون مختلفا" وأصر على كلامه... وبعد رحيل مبارك ماذا حدث؟؟... عملنا تعديل وزارى تانى... وشيلنا الناس اللى كنا بنقول عليهم مفيش احسن منهم... اذا أين الأداء المختلف؟؟ لا نعرف... وزيادة على ذلك ظل أبو الغيط الذى لا يختلف عليه إثنان... والنتيجة: لا تثق فى كلام هذا الرجل...
نعم لا تثق فى كلام الرجل وعندى دليل أخر... أو ليس هو من قال ليلة الثلاثاء على قناة الحياه "برقبتى لو حصل حاجه للولاد اللى فى التحرير" وفى اليوم التالى كان الأربعاء الدامى وموقعة الجمل... وعندها مانعرفة فى الكواكب الاخرى يقوم المسئولينن بتقديم إستقالتهم فى مثل هذه المواقف لانهم على قدر من المسئولية ولكن ماذا حدث؟؟ فقط إعتذر الرجل... او لسنا ياسيدى أحق بالعيش مثل الكواكب الأخرى -هو احنا لا سمح الله ناقصين رجل ولا حاجه- هل حياتى التى وعدتنى أنها أمنه وعلى رقبتك تساوى فقط إعتذار... النتيجة ياسادة: إحمدوا ربنا فى حد دلوقتى بيعتذر لو مت ولا حاجة ،، هو حد كان لاقى الكلام ده...
دليل أخر قال الرجل أن الرئيس لن يرحل قبل الانتخابات القادمة ولا يصح أبدا القول بأنه لازم يمشى دلوقتى لان هذا لا يصح بمنزلة رئيس وضرب مثلا بما حدث مع الملك فاروق وقال فى حالة رحيل الريس سنصبح فى كارثة محققة... والنتيجة الأن: رحل الرئيس ولم نقع فى كارثة محققة ولا حاجه...
دليل أخر عين الرجل وزير الداخلية محمود وجدى ولم نرى تغير فى أداء الداخلية وبالعكس ظل جهاز أمن الدولة بنفس إرهابة وخطف المواطنين ولم نجد إجابة عند سيادتة ومع ذلك لم يتغير الرجل... النتيجة: أمال فين العشر تيام دول
تغيرت وزيرة التجارة فهل يعنى هذا أن إختيارك كان خاطئا منذ البداية لذك قمت بالتغيير والسؤال هنا: هل تسمح حالة البلاد بأن تختار وزير لا يعمل ومن ثم نجرب ونبقى نغير اللى ما بيشتغلش براحتنا؟؟... مجرد تساؤل
بقى وزير الخارجية مع أننا لم نرى منه أى شغل وأكبر دليل ما حدث فى ليبيا باهدار دم المصريين بعد خطاب ابن القذافى وظلو يصرخون ويستنجدون ولم تتفوه الخارجية ببنت كلمة الى أن بعث الله لهم الجيش المصرى الذى تدخل متأخرا بعض الشىء لكن كل التحية والتقدير لهم جميعا... ثم بعد ذلك بدأنا نسمع صوت الخارجية بعد الهنا بسنة...
أضرب لك مثلا أخر... نحن نقول أن الرجل بتاع شغل... أتفق معك لكن دعنا نقارن بتاع الشغل ببتاع شغل زيه... السؤال: منذ متى تولى المجلس العسكرى شئون البلاد؟؟ الاجابة: 11 يوما ،، سؤال أخر: ماذا فعل؟؟... الاجابة: عمل كتير والكل يعلم ذلك وأبسط شىء بالأمس سمعنا ونحن نصرخ ونقول المصريين فى ليبيا يصرخون ويستنجدون فوجدناه رد علينا قولا وفعلا... ففعلاً: أرسل قوات انقاذ الى الحدود ،، أما قولاً: أصدر لنا بيانا على صفحته على الفيس بوك... لذلك شعرنا أنه بجوارنا...
وزيادة على ذلك قال لنا نحن نتابع على مدار الساعة وقدم لنا أرقاما... وما حدث مع تعديل لجنة تعديل الدستور ومحاسبة المسئولين والرائد أحمد شومان والسيطرة على الاضرابات والتواجد فى إشارات المرور وكل ما يعرفة الجميع... هل تعرف لماذا؟؟؟ لانه فهم الفولة ،، لأنه قرر أن يسمع إلينا فنزل لنا الشارع وتواجد معنا ع الفيس ،، لانه بكل بساطه بتاع شغل...
هل عرفتم الفرق أيها السادة... بكل بساطه مطلوب واحد بيعترف بفشله وعنده إستعداد أن يفسح المجال لمن هو أحق منه ولا يصر ويعاند... والا ما الفرق اذا بين عناده وعناد مبارك؟؟ الاتنين واحد والنتيجة مبارك بعد اصراره فشل ورحل وبقي شفيق بنفس الأسلوب ومن ثم سنجد نفس النتيجة ... نريد رجلا لا يردد نفس الكلمات... نريد منه أن ينسى أنه وصى علينا وفكرة الاب والمنقذ والكلام الفاكس ده... نريده أن يفهم أننا شركاء فى الوطن... أو بمعنى أفضل وبمفهوم البيزنس انته شغال عندنا ولو ما عجبنيش شغلك أكيد فى غيرك...
نريده أن يفهم أن الصورة عادت الى أصلها وشيلنا صورة مبارك وحطينا كلمة الله...الله الذى يتكفل بلقمة عيشنا وأمننا لا أنت ولا حكومتك ولا البشر كلهم... وفى النهاية وبلغة سواقين الميكروباص أقول للفريق أحمد شفيق ياسيدى بكل بساطة "صدرها للى يقدرها"... وأقول للناس إياهم "قولولى بأه إنتو اللى عايزين إيه"...
المقالة فى كلمتين: مفيش حد بيموت من الجوع لكن فى ناس بتموت من أجل الحرية كشباب 25 يناير وهذا ما أردناه من البداية...
حجـاز