أحب دائما خلال رحلة السفر ان أنظر الى السماء واتأمل عظمة الله وإبداعه والتناسق الرائع فى خلق تلك السماء... احب دائما ان اتفقد السحابات واحده تلو الاخرى واتخيل اصدقاءى وكأنهم جميعا يمتلكون تلك السحابات... اتخيل ضحكاتهم فأبتسم ابتسامه بداخلى اشعر فيها بالراحه... اتخيل الامهم فأغمض عينى وأتمنى من قلبى خيرا لهم... ولكنى هذه المره عندما تفقدتها لم اجد احدا من أصدقاءى ابدا انما وجدتها هى... جعلتنى اتنقل من سحابه الى اخرى ولم اجد سواها...
ودائما ما كنت افضل الهرب منها لكنى هذه المره اريد ان أنظر اليها... لكنى هذه المره أريد أن أحكى لها... لكنى هذه المره أحتاج اليها... فقررت أن أجلس بجوارها... ورأيت ابتسامتها وشعرت بشوقها ولهفتها لأن تحكى ليا قصصها ومغامراتها... ولأنى اعرف انى اشعر بها دون ان تنطق بكلمة... ولانى دائما ما يصلنى احساسها برغم انى لم اراها... فكنت على يقين انها تريد ان تتحدث الى... فوجدتنى أخطأ سهوا فى نعتها بالحبيبه وأسألها "انا ياحبيبتى حاسس انك عايزه تقوليلى حاجه"... ورفعت وجهها ناظره نحوى باندهاش لنعتها بياحبيبتى... ولكن رغم انى تلفظت بها سهوا فنظرت إليها مؤكدا انى اعنيها... فابتسمت ابتسامه لم اعرف لها حدود وشاهدت ذلك البريق المتلألأ فى عينيها... واحسست بقلبها يعزف نغمات رومانسية راقصه وعلى إيقاعاته تخيلت نفسها وكأنها فى حجرة واسعه تقفز فرحا متنقلة بين جنباتها... وتدور بقدميها طارحة يديها تطير كجناحات عصفور يتنقل بين شجيرات الياسمين فى الصباح... يااااه ما احلااااها
وتوقعت كما حالها دائما ان تقول لى "لا ابدا مفيش حاجه انا بس كنت عايزه اسلم عليك"... ولكنها هذه المره ارادت ان تتبع اسلوبا اخر وقالت لى "هو ينفع اتكلم معاك شوية"... ابتسمت ابتسامة مكتومة بداخلى لشعورى باننى اخيرا حصلت على مبتغاى وسأسمعها وهى تشكى لى ما بداخلها... وعلى خلفية دقات قلبها كموسيقى تصويرية بدأت تسرد روايايتها... واخذتنى وابحرت بى فى اعماق قلبها ووجدتنى وانا لم ادع عينى تغفل عن مراقبة عينيها ولو لحظة واحده... وجدتنى وانا استمتع بهمهمات شفتيها... وجدتنى وانا استمع الي ضحكاتها وهمساتها...
وظلت تتحدث وتتحدث وتبتسم وتضحك وانا اراقبها الى ان قالت لى "ياااااااااه احنا بقالنا اربع ساعات بنتكلم"... فقولت لها "بس انا ما اتكلمتش انا بس كنت بسمعك"... فقالت لى "وانا اول مره احس انى عايزه اتكلم معاك كمان وكمان وكمان"... ففهمت المغزى من ردها هذا وسألتها "بس انتى ما قولتليش هو انتى حبيتى فيا ايه؟؟"... فقالت "لانك دايما بتسمعنى وبتحس بيا حتى لو ما اتكلمتش"... شعرت وكأننى اريد ان اصرخ بأعلى صوتى واقول للجميع بأنها اعلنت لى بأنها تحبنى... واننى اخييرا وبعد زمن طويل ومحايلة وعناد واصرار ادركت انها تحبنى... وادركت اننى كلما كنت فى حاجه الى من يخفف عن قلبى اذهب اليها... ادركت اننى كلما اردت ان اتحدث الى احد واشكوا له همى كنت فقط اذهب اليها لكى اسمعها وهى تتحدث وكأن همى يزول اذا رأيتها تذهب عن قلبها همومها... وابتسمت اليها وفى عيونى طبول الفرح واقتربت منها قائلا بطمع "كملى كمان شوية ها احنا وصلنا لفين" وسمعت صوتا ثالثا اشبه بصوت التباع الرذل يقول "احنا وصلنا الموقف ياستاذ يالله ياجماعه دا الاخر"