بص ياباشا قبل ما تقرأ اى حاجه لازم تعرف ان احنا هنا Minimum Charge يعنى م الاخر لازم تسيب تعليق ولو ماسيبتش عادى برده ولايهمك كفايه انك نورتنا.



الأربعاء، يوليو 27، 2011

وطن على الطريق...

«السواق ده شكله راجل محترف وان شاء الله هايوصلنا بدرى».. هكذا قال أحد الركاب تفاؤلا بالأسطى شرف الذى لتوه قاد الميكروباص خروجاً من أحد المواقف العامة.. والأسطى شرف رجل يبدو من هيئته أنه يجّد فى عمله ولا يجيد الكلام.. ومتواضع جداً فى لقمة عيشه ولا مانع عنده من حمل حقائب المسافرين رغم كبر سنه.. ولا يبدو عليه أنه محترف جدا لكنه فقط يقود بمهنيه بسبب الخبرة التى اكتسبها مع السنين.. يجلس بجوار الأسطى شرف شخصين من ذو طوال القامة وتأخذك الهيبة بمجرد النظر إليهما.. ويبدو عليهما أنهما على معرفة مسبقة بالأسطى شرف وذلك بسبب نوعية المواضيع التى تطرقوا إليها بل يمكن أن نذهب إلى أكثر من ذلك ونقول أنهما يهتمان جداً لأمر الميكروباص حيث أنهما كانا يتدخلان بشكل أو بأخر فى بعض التفاصيل من حيث «إتقل ع المطبات شوية يا أسطى».. أو «فيه يابو أحمد حاجة بتشخش فى الجنب الشمال سامعها».. أو «هو الواد سيد غير زيت إمبارح ولا طنش زى كل مرة».. علاوة على ذلك الهيئة التى كانا عليها فهما كانا يتحدثان بصوت عالى ويدخنان السجائر بشكل مستمر غير عائبين بما يسببونه من إزعاج لجميع الركاب..

أما الركاب فكانوا من مختلف الفصائل ذوى الهيئات المختلفة ففيهم من يضع النظارة الشمسية على عينيه رغم ظلمة الليل ،، ومنهم من يضع السماعات فى أذنه غير عابىء بما يحدث من إزعاج ،، وهناك من يحمل المصحف ويحاول أن يقرأ ليتغلب على الصوت ،، وهناك من يتذمر ويعترض على ما يحدث لكن لا يسمع أحد ،، وهناك من يبرر لنفسه بأنه «براحتهم أصل شكلهم أصحاب العربية وبعدين دخان السجاير مش جاى علينا» ،، وهناك من يجلس فى الكرسى الأخير ومقضيها برم مع الموزة التى تجلس بجواره..

ومضى الوقت على أنغام تلك السيمفونية مزعجون (يعتقدون فى قرارة نفسهم أن ما يفعلونه طبيعى جدً حيث أنهم يتصرفون فى ملكهم) + متذمرون (يعتقدون أن من حقهم الحصول على أبسط الحقوق وهو الهدوء والهواء النظيف) + مطنشون (يعتقدون أنه ما اللى يولع يولع فضى دماغك يعم الحاج كلها ساعتين ونوصل ولاّ إن شاء الله ما عن إمها وصلت ) = جميعهم يذهبون  إلى نفس المكان المطلوب على خير إن شاء الله ولا يملكون غير إنتظار الوقت...

وفى الطريق لاحظ الأسطى شرف أن الطريق يبدو من بعيد أنه مزدحم جدا مما يتسبب فى بعض التأخير.. فتفحص الموقف حوله فوجد أنه من الممكن أن يحاول العبور من داخل المدينة التى نحن على مشارفها وبذلك من الممكن أن نتخطى تلك النقطة المزدحمة وبالتالى نكسب بعض الوقت.. وتشاور مع الشخصين الذان يجلسان بجواره ولم يطل الحديث طويلاً بينهم ولم يسمع أحد من الركاب ماهية هذا الحديث وإنما فقط سمعوا عن كلام دار بين ثلاثتهم.. وأتجه الأسطى شرف داخل المدينة والذى كان يجهل ما بها وحاول السؤال أكثر من مره على أى طريقة للخروح منها.. وفى لحظة ما توقف الأسطى شرف وخرج أحد الجالسين بجواره وذهب ليسأل عن مكان ليشترى منه علبة سجائر بينما أخذ الباقون يتساءلون فيما بينهم عن سبب التوقف المفاجىء وأين ذهب ذلك الشخص؟.. ولكن سريعاً ما عاد ذلك الشخص وأستُكْمِل السير..

وقدر الله  العودة إلى الطريق الأصلى بعض وقت طويل من اللف والدوران بداخل المدينة الأمر الذى جعل الجميع يتنفس الصعداء ويحمد الله على ذلك بعد التذمر الشديد ونوبة النفخ والإستغفار المتكرر المصاحب بعلو الصوت.. وبعد مرور بعض الوقت من العودة إلى الطريق السريع قال الأسطى شرف للجالسين بجواره «أنا هاركن عند أى سوبر ماركت أجيب أى حاجة على السريع كده لأنى كنت صايم ولسه ما حطتش حاجة فى بطنى من الصبح».. فقال أحدهم «وماله ياأسطى وبالمره نجيب حاجة ساقعة نشربها».. وهكذا عند أول سوبر ماركت توقف الأسطى شرف الأمر الذى جعل الناس تتسائل «وقف ليه تانى ده؟؟ الله يحرقك سواق».. وأعطى الركاب لنفسهم الأمل فى أنه ربما يجلب أى شىء على السريع وسننطلق سريعاً إن شاء الله.. ولكن هيهات فقد شاهدوا  الشخصين إياهم يغادران السيارة وإتجهوا لتناول مياه غازية أما الأسطى شرف فقد أخذ فى تناول كوبا من الشاى أى الأن الأمر سيستغرق المزيد وقت...

عندها إنفجر أحد الشباب المتذمرين وإنطلق هائجا إلى الأسطى شرف وقال له «أنا نفسى أفهم يا أسطى هو إنته راكب معاك شوية بقر ولا بنى أدمين؟؟.. إيه يعم إنته ماشى كده ولا كأن أى حد راكب معاك».. فقال له «فى إيه بس يا أستاذ؟؟».. تجمع جميع الركاب بينما قال الشاب «يعنى واحد من القاعدين جنبك كان عايز يخلص مصلحه فى البلد اللى انته دخلتها دى ودخلت وما إستأذنتناش مننا.. ودلوقتى وقفت على جنب وما إستأذنتاش برده.. إيه يعم هو إحنا راكبين معاك تخليص حق ولا إيه!!».. إندهش السائق مما يقوله الشاب فالأمر ليس كذلك بالمره.. أينعم هو ربما أخطأ فى عدم الإستئذان ولكنه فى المرة الأولى حاول أن يجتهد فى إختصار الوقت ولم يصيب فى إجتهادة وفى الثانية كان يأمل فى أن يكسر صيامه فقط ولما وجد من يجلسون بجواره سيمضون بعض الوقت فى تناول البيبسى أقنع نفسه بتناول شاى بالمرة بأه.. وحاول بعض الناس ممن يتفهمون الوضع تهدئة الشاب ولكنه أستمر فى مهاجمة الأسطى شرف فى حين ظل الشخصين الملمان بجميع الأسباب فى صمت تام وفقط أخذا يشاهدان الصوت العالى وتبادل الإتهامات والفتنة التى حدثت بين الركاب من مؤيد للسائق وبين معارض (وبين واحد بيرم ورا ومالوش دعوه خالص).. وتدخل أولاد الحلال بقولهم «ياجماعه إستحملوا بعض وصلوا ع النبى كده وكل واحد يقرأ الفاتحه خلينا نوصل بالسلامه إن شاء الله»..  وأكمل الأسطى شرف مشواره ولكن هذة المرة وسط جو من التشاحن والتلاسن بين الجميع.. وأخذ كلٌ يفكر من وجهة نظره فأما الأسطى شرف فقال لنفسه «يعنى الواحد تاعب نفسه وكمان مش عاجبه وبيشتمونى».. وأما الشاب فحدث نفسه قائلا «مش عارف هايخسر إيه لو إستأذن مننا هو إحنا مش مشاركينه فى العربية ولا ايه».. أما الشخصين إياهما فابتسما وإستمرا فى صمتهما اللى مش عارفينله ملة رغم أنهما يملكان مفاتيح جميع الأمور..

                         حجاز


4 ســــــــايق عليك النبـــى تجبر خاطرى بكلمتين...:

انت متأكد انك بتتكلم عن الاسطى شرف
الفكرة عبقرية يامحمد

@دينا

هو فعلا الاسطى شرف وكل شخصية مقصودة

تسلمى يا دينا :)

فكرة حلوة ورسمة معبرة ..

ربنا يستر من القادم ..

حفظ الله مصر واوصلها لبر الأمان ..

كل عام وانت بخير .

وانتى طيبة وبألف صحة وسلامة
رمضان كريم :)