هى فتاه فى الثانية والعشرين من عمرها جميله ووجهها يكسوه حمرة الخجل... تفهم من ملابسها أنها مهذبه جدا وفى غاية الاحترام... عندما تراها ينطلق لسانك قائلا "بسم الله ما شاء الله تبارك الخالق"... تذهب الى عملها فى الثامنه صباحا وتعود فى السادسه عصرا... لا تفعل شىء سوى ذلك... حياتها كحياة معظم البنات لا فارق ابدا حياة بسيطه وحلم ابسط... ورغم هذه الحياة البسيطه فانها لاتشعر بالامان ابدا... فهى دائما تشعر بالخوف لا تشعر بالامان وهى بمفردها ابدا ما السبب؟؟؟ سأروى لك لحظات من حياتها....
الآن وصل قطار المترو المحطة وفى الحال انفتح الباب وكالعادة اتجه الناس جميعا إلى السلم المتحرك... هي الآن على درجات السلم تنتظر صعوده... فجأة ترتعب وتسترق نظره بجانبها وتحدث نفسها "ايه!!! فى ايه!!! الواد ده ماله مقرب كده ليه؟؟ ياترى مقرب بحسن نية ولا عايز يقل فى أدبه،، يارب استر" تتسارع دقات قلبها وتحبس أنفاسها وهى فى قمة الارتباك... تسترق نظرات خلفها مرة بعد اخرى وهى الان فى انتظار شىء ما،، ربما يكون هذه الشىء سماع معاكسه او تحرش لا تعرف بالتحديد هى فقط تقول بداخلها "استر يارب؟؟؟ دا لو عاكس او عمل حاجه انا مش عارفه هاعمل ايه،، انا اصلا زى الخيبه كده ولا هاعرف اتكلم وهاسكت وخلاص،، وهوه ممكن يسوء فيها وانا يوم ما هاتنطط هابرأله وخلاص،،، اما هانطق ابدا،،، دا انا ساعتها ببلع لسانى،، وهو ممكن يطلع قليل الادب ويحرجنى قدام الناس،، يارب يارب عديها على خير،، هيييييييه هييييييه السلم خلص هييه هييه" وفى الحال عندما وصلت الى بر الامان خطت خطوات واسعه متجه بعيدا عنه نحو امرأه كبيره فى السن لتستتر خلفها ولكى تضمن انه لم يقترب منها ثانية وعندما اطمأنت على نفسها نظرت اليه بعين الانتقام ولكنها تركته يرحل بعيدا...
واتجهت هى الاخرى سيرا الى بيتها وبينما هى فى الطريق اذ وجدت على مرمى بصرها شباب يقفون هناك على قارعة الطريق فقررت ان تبطىء قليلا حتى يقترب منها ذلك العجوز الذى يأتى خلفها لكى تضمن أن لايعاكسها احد وهو بقربها وايضا ربما يتولى هو الرد فى حالة المعاكسه... "الحمدلله عدينا على خير ومفيش حد فيهم نطق مع انهم كان شكلهم عايزين يكلونى" هى محدثة نفسها... واكملت فى طريقها وبينما هى شاردة فى تفكيرها اذ يلفت انتباهها شىء ما ،، ما هذا الشىء؟؟ انه ظل... ظل من؟؟ انه ولد قالت لنفسها" ودا ايه تانى بقى هى ناقصه" وعبرت الجهة الاخرى من الطريق كمحاوله لتجنب هذا الشخص... ثم دقائق وشاهدت الظل ثانية "وبعدين بقى؟؟"... استرقت نظره جانبا بطرف عينيها اذ به ولد يصغرها سنا فقالت لنفسها "الحمدلله شكله صغير يعنى اخره هايقول كلمتين... قول يالله ياأمور وخلصنا وامشى من هنا... ما تنطق يابنى انته بتحضر ولا ايه... شكلك مكسوف،، ما تتسكفش يابنى دا انا خايبه والله مش هاعملك حاجه... يالله قول ياحبيبى قول ياروح ماما... اللهم ما اطولك ياروح ما تخلص بأه دا الكلام كتير قول (عثل والنبى عثل) طب قول (خد هاقولك ياقمر يعم ما تتألش علينا كده) طب هااقولك على حاجه قول (اكيد مامى نحله عشان تجيب العثل ده كله) اهى سهله واكيد انته عارف بأه... برده ساكت ومش عايز ينطق،، وبعدين فى القلق ده بأه،،، هاتنطق يابنى ولا انته عايز ايه بالظبط... اوعى تكون ناوى تخبط وتجرى ولا تخطف الشنطه،،، طب انا متبته عليها اهو يالله بأه... طب انا بأه هابطء شوية اما اشوف هو هايعدى ولا يعمل ايه" وبالفعل ابطأت فى خطواتها واذا بالشاب يعبرها ويتجه بعيدا والتقطت انفاسها مرة اخرى شاكرة الله ان الامور مازالت بخير وظلت تردد "الحمدلله دا انا كنت خايفه اوى الحمدل......(انقطع حبل تفكيرها بهذا الصوت......"استنى يالا ماتشوطتش الا لما الموزه دى تعدى قشطه ياموزه" فابتسمت قائلة بخاطرها "ههههههههههه حتى انته ياحماده اللى لسه ما طلعتش من البيضه دا انته لسه فى سته ابتدائى اما لما تكبر بأه هاتعمل ايه طب والله لقول لمامتك لما اقابلها انك بتعاكسنى" وانطلقت الى درجات سلم بيتها وامام باب الشقه تنفست الحريه وشعرت بالانتعاش والان قالت لنفسها "الحمدلله عدت الى ممكلتى،، عدت الى حريتى،، عدت الا الامــــــــــان"
هذه اذا الروايه... هذه اذا لحظات من حياتهن... دائما فى قمة الرعب... يتطلب منهن دائما ان يكن فى قمة اليقظه دائما فى حذر... هم كالجنود دائما فى اهبة الاستعداد... دائما فى خوف... حتى وان كان ذلك الشاب فى درجات السلم فى قمة الاحترام وهى لا تعنيه ابدا فى شىء ولم يخطر بباله لحظه ان يفعل شيئا او ينطق بلفظ وكذلك ذلك الولد الذى ابدا لم يعبر الطريق بسببها ولكن طبيعة الطريق هى التى فرضت ذلك وايضا لم يجروء على معاكستها لانه ولد فى قمة التربيه... اما هى فلم تكن مخطئة ابدا فما ظنته فيهما ان دل على شىء فانما يدل على انها تعودت ان يحدث معها مثل ذلك فى اى لحظه وفى اى مكان ومن اى شخص الكل سواء... وكذلك ولاد الحرام ما سابوش لولاد الحلال حاجه... اذا هذه طبيعتهن فى بلد تتظاهر بالامان... هذا جزء من شعورهن فى عز النهار... هذه صرخاتهن بداخل انفسهن... فهل سمعهم احد...؟؟؟
6 ســــــــايق عليك النبـــى تجبر خاطرى بكلمتين...:
انا بقولك من الأخر حاول تشتغل فى الصحافه وسيبك من الهندسة دى
كلامك جميل طبعا
ياريت كل الشباب تحس زيك كده بالمعاناه اللى البنت بتشوفها من اول ماتنزل من بيتها
عجبنى جدا البوست ده
مش قلتلك مش لاقيه كلمه تانيه غير كلمة"عجبنى"
ربنا يوفقك كمان وكمان
منى
وانا بقولكمنالاخرلوعندك حديشغلنى فى الصحافه انا موافق
تسلمى واتأخرتى فى النوت الجديده شدى حيلك
------------------------------
اميره
شوفت حساس من يومى
:)
الحمدلله انه عجبك والحمدلله انك رجعتى بالسلامه تنورى المدونةشكرا للكومنت
محمد ازيك
بوست جميل يا محمد بجد عارف انا بكره جدا حكاية المعاكسات دى
انا و ماشى مع زمايلى وحد فيهم فكر فى حاجة زى كدة فكر مش عمل يومه بيكون زى وشه
طب ما ممكن يكون وشه حلو يا عم رامى
يعنى مبعديهاش يعنى (:
مش علشان انا ملاك لأ بس الواحد بيحاول يكون انسان
تسلم ايدك يا محمد
ربنا معاك و يوفقك
طريقتك حلوة فى عرض افكارك واسلوبك شيق
بس ليه حسيت فالتدوينه دى انك فى تفكيرك البنات بس دا تفكيرها طول الوقت فى ان حد هايعاكسها وانها طوول طريقها مش بتفكر غير فى كدا
دا فيه الوقتى العكس بنات هى اللى بتعاكس ولاد :D
بس بجد موضوع حلووو .. بس زمانا دا الاخلاق فيه بقت عمله نادرة والمشكله اننا اتعودنا على ان الاخلاق مش موجودة انها حاجه طبيعيه .. ربنا يتلطف بنا بقى
نووووده
لا انا طبعا مش قصدى ان البنات طول الوقت بتفكر فى الن حد يعاكسها ومش كل واحده فى الشارع كل ما تمشى خطوه يطلعلها واحد يعاكسها
لكن فى الفكره ان اى موقف من المواقف اللى انا عرضتها دى ممكن تحصلك فى اى وقت وفى اى مكان وساعتها بيبقى تفكيرك متلخبط ومش عارفه تعملى ايه وانتى بردك فى الاول والاخر مش ذنبك حاجه غيرك انك بنت
لكن من ناحية ان البنات بقت بتعاكس لا دى كتيييير دى وعاتشى يعنى
وربنا يستر علينا بأه فى الزمن ده
تسلمى ونورتينى ومتشكر جدا ع زوءك
إرسال تعليق