الثلاثاء، يوليو 19، 2011
عندما يغنى الجيش...(الرحلة 3-4)
Posted by م. حجاز on 1:04 ص. - No comments
رأينا من بعيد جموع الناس ملتفة لمشاهدة موقف من أجمل المواقف.. فكانت هذه اللحظة لحظة تغيير عساكر النبطشية الذين كانوا يحرسون مبنى المحافظة... وكانوا يصطفون فى صفوف ويغنون (خلى السلاح صاحي ،، صاحي ،، صاحي... لو نامت الدنيا صحيت مع سلاحي... سلاحي في إيديا نهار وليل صاحي... ينادي يا ثوار عدونا غدار)... الأمر الذى كان يمثل بالنسبة لبعض المارة بعض الضحك والإستهزاء ولكن الأكثرية الأخرى ومنهم أنا كانت الكلمات تمس قلوبنا ولمعت أعيننا من عظمة ورفعة الكلمات... ولهذا السبب أسمح لى أن أخرج بعض الوقت عن رحلتنا ونتحدث فى موضوع متعلق بهذا النشيد...
ففى البداية أدعوك لقراءة كلمات الأغنية مرة أخرى وتركز فيها جيداً... وتعالى لنتدبر الأمر بعض الشىء... فما شاهدناه هو جنود يغنون نشيد (خلى السلاح صاحي)... لالالا ليس هذا فقط فيمكننا أن نقول أن الجيش المصرى يجعل هذا النشيد الوطنى كنشيد للطابور اليومى أو كنشيد لأداء السلاح لا أعرف ماذا يطلقون عليه بالضبط ولكن يمكن وصفه بأنه نشيد يتم تكراره يوميا مما يجعلنا أن نتصور أن هذا النشيد فعلاً يمثل عقيدة الجيش... شىء رائع ومدهش جداً... إذا فالجيش يغنى (خلى السلاح صاحى) ،، ونحن أيضا نغنى (خلى السلاح صاحى)... لكن الجيش سلاحه السلاح نفسه ،، ونحن سلاحنا سلاح طلب الحرية... لذلك نحن نغنى بإستمرار خلى السلاح صاحى ( سلاح حريتنا)... وإن نامت الدنيا (ومهما حاولتوا تموتوا فيها وتتهموهم بأنهم عيال صيع عايزين يخربوا البلد فهما مصميين) ب صحيت مع سلاحى (وهانفضل صاحيين نحمى الثورة من الطرق الملتوية والبطء الشديد بتاعكم ولا ضاع حق ورائه مطالب)... سلاحى فى إيديا (وفخرنا بحب بلدنا) نهار ليل صاحى... (ركز بأه عشان بيقولك إيه) بينادى يا ثوار... يجيب ثوار التحرير ب «نعم يافندم حضرتك أكيد تقصدنا» فيرد عليهم الجيش قائلاً «عدونا غدار».. تانى «بيناجى يا ثوار.. عدونا غدار».. وهما وربنا ما عملوا غير كده.. خلى السلاح (اللى هو حريتكم) صاحى صاحى صاحى... بهذا الوصف الرائع تصورت الموقف جيداً لذلك دمعت عيناى...
ولكن للأسف كنت أجهل أنه على بعد 470 كليومتر كان يقف اللواء محسن الفنجرى يرفع صباعه وييشخط وينطر ويهدد ولا أحد يفهم هو قصده مين أصلاً بهذا الشخط والنطر... ولا أحد يفهم ما هو فحوى الحديث... ولا أحد يفهم طب الكلام ده لزمته إيه أصلاً... فمن العجيب جداً أننى عندما شاهدت هذا الفيديو للواء الفنجرى لا أعرف ما الذى جعلنى أشعر بأننى أشاهد فيديو المخلوع مبارك يوم جمعة الغضب... الاثنين متشابهين تقريباً... فهذا توعد وهذا توعد.. وهذا تكلم عن المظاهرات السليمة ويندد بالمظاهرات التخربية وتكلم عن الأخبار المغلوطة والشائعات (بمناسبة الشائعات أنا أقترح على حضرتك عمل مركز إعلامى يطل علينا يوميا بانجازات المحاكمات ونفى الشائعات بشكل رسمى وتقديم صحة الأخبار ولا تتركونا نكدب فى بعضنا هكذا وبعدين ترجع تقولى ما تصدقش الشائعات) وهذا أيضا وبالضبط فعل... هذا أشار بأصبعه وهذا أشار بيده سبحان الله يعنى... هذا أنهى حديثة ب (وقى الله مصر من شر الفتن وحفظها من كل سوء) وهذا أنهى حديثه ب (حفظ الله مصر وشعبها وسدد على الطريق خطانا)...
لكننى أجد أنه ليس من المنصف أن أقارن رجل رائع ومحترم مثل الفنجرى بمجرم مثل مبارك.. لذلك قررتُ المقارنة بين الفنجرى والفنجرى نفسه... ففى حديثة الشهير فى يوم 12 فبراير تقريباً والذى إستطاع به كسب إحترام قلوب الجميع... ففى هذا الفيديو أول اختلاف لاحظته هو (البدى لانجويتش) لتعبيرات اللواء فيبدوا أنه كان مدرك جيداً ومقدر تماماً ومذاكر كويس لما يحدث فى البلد ويشعر تماماً بحالة الحزن التى تسكن فى قلب كل مواطن مصرى شريف بسبب سقوط شهداء فى عمر الظهور لذلك ظهر بتعبيراته الحزينة جداً... أما فى الفيديو بتاعنا فذكرتنى تعبيرات وجهة بحالنا عندما كنا تلاميذ صغار وقد وقع الدور علينا لقراءة درس فى مادة المطالعة فى الفصل على مسمع الجميع فتجد نفسك (بتعلّى) صوتك فى مناطق مالهاش لازمة خالص وترفع صباعك لشعورك بأن الكلمتنين اللى جايين دول شكلهم مهمين أوى (بنعيش اللحظة يعنى)... ورغم أن الأولى كان يقرأ من ورقة لكن الثانية تبدوا لى أنه كان يقرأ من شاشة أمامه لذلك أعتقد أن الشخص الذى كتب خطاب مبارك هو نفسه الذى كتب خطاب الفنجرى الأخير... ولا أعلم لماذا إختاروه هو شخصياً لإلقاء ذلك الخطاب هل ليعدموا الشعبية التى إكتسبها أم ليكسبوا تعاطف الناس اللى مالهاش فيها وبتحب وخلاص مش مهم انته عملت إيه أو قولت إيه وشعارهم والنبى عسل عسل وشكله محترم... لكن فى النهاية المكسب الوحيد من ذلك البيان هو أنه أكد للمعتصمين أنهم على حق وهذا ما فازوا به فعلاً... ونأسف على الخروج عن سياق القصة وأعرف أن الموضوع ده عدى لكن تطلب الأمر الكلام فى الموضوع ونرجع تانى بأه لمطروح بكرة ان شاء الله...
حجــاز
0 ســــــــايق عليك النبـــى تجبر خاطرى بكلمتين...:
إرسال تعليق