الأحد، أكتوبر 16، 2011
رسالة إلى صديقى إياه...
Posted by م. حجاز on 1:00 م. - No comments
عزيزى الشاب المصرى الذى يعيش فى سنة 3010 بعد التحيه والتقدير،،،،،
أعرف
تماما أنك قد تكون واخد على خاطرك منى وواخدلك جنب حبتين،، ولكن معذرة ياصديقى فلم
يمنعنى عن مراسلتك إلا الشديد اللى أوى «أه وربنا».. فقد حدثت أمور طيرت كل أبراج
عقلى ولن تصدقها عندما أرويها لك لاحقا (إذا كان مفيش حد مصدق اللى حصل لحد
دلوقتى).. ففى أخر خطاب أرسلته لك كنت قد بررت لك فيه شكل الحياة البائسة التى كنا
نحياها.. وكنت أخاف جداً من أن تهتز صورتنا لديكم وتعتبرونا نحن أجدادكم شوية
خرونجات وكنا راضيين على اللى بيحصلنا.. وأدرك تماماً أننى أخبرتك عن كل ما كان
يحدث لنا بصراحة وأننا كنا زى الأقفاص ومغلوب على أمرنا ولا فيه حاجة بيدنا...
ولكن
كل هذا خلاص كان زمان وجبر ،، فدعنى أبهرك وأؤكد لك أن الأقفاص قد أستيقظت من
ثباتها الثلاثينى وأصبحت قنابل موقوته إنفجرت فى وجوه كل من كانوا يحطمون
إرادتها.. وإستطعنا بحمد الله وفضله أن نودع عصر «الإستقرار والرخاء والتنمية»..
ودخلنا على عصر «ودنك منين ياجحا».. وذلك بعد أن قمنا بثورة «هاتلاقيها عندك فى
كتب التاريخ» اسمها ثورة 25 يناير والمنسوبة إلينا نحن جيل الشباب.. هذة الثورة
أعتقد أنهم سيقولون لك أننا أنهيناها فى 18 يوم.. ولكنى لا أعتقد ذلك ياصديقى فنحن
أنهيناها فى ثلاثة أيام فقط أبتدت بيوم 25 يناير وإنتهت بيوم 28 يناير والذى إنتهى
بهروب الشرطة.. حيث أنه بعد أن تم طرد دفاعات الشرطة من أرضية الملعب بدأنا فى
إحراز الأهداف واحدا تلو الأخر وكده كده كان الماتش لازم يخلص.. ولكن ماذا حدث بعد
ما الماتش خلص...
بعد ما
الماتش خلص بدت على وجوهنا فرحة عارمة وتفاؤل لو وزعناه على كل شعوب الدنيا لما
أكفيناهم.. بل دعنى أؤكد لك أن تلك الشعوب نفسها كانت تفتخر بنا وضربتلنا تعظيم
سلام كمان (أى خدمة).. وبدأنا فى رسم الأحلام والمستقبل وفكّر كل منا فى ماذا
سيفعل بجائزته.. وتأهبنا ليوم إستلام الجوائز الذى تولى توزيعها المجلس
العسكرى..وبس
.
.
.
.
.
أكيد
طبعا أنت بتسأل نفسك دلوقتى يعنى إيه «بس»؟؟..
بس
ياسيدى معناها إن ما حصلش حاجة بعد كده.. من يومها وإحنا بنلعب «دوخينى يالمونة»..
لا شفنا جوايز ولا عدنا فاكرين ثورة..
فمثلا قبل الثورة عندما كان يحدث شىء كنا نتسائل من المتسبب وكنا لا نجد
إجابة ونقابل ب «ودن من طين وودن من عجين».. ولكن بعد الثورة الحمد بقى فيه
إجابة.. بس الإجابة من نوعية «وربنا ما حصل ،، أو ،، والنعمة ما أنا بس عندنا
معلومات بتقول إنهم هما اللى ناموا تحت المدرعة وهى واقفة».. وكنا قبل الثورة كل
الجرائم كانت تقيد «ضد مجهول» أما الأن أصبحت تقيد ضد «بلطجية احنا عاملين نفسنا
إننا مش عارفينهم ومش قادرين نثبت على تهمة».. وأصبح ياعزيزى كل شىء مبهما..
لانعرف من قتل المتظاهرين.. ولا مين داس الناس بالمدرعة.. ولا مين اللى حرق وزارة
الداخليه.. ولا ليه الشرطة مش عايزه تشتغل..ولا نعرف ليه البنزين بيختفى.. ولا مين
اللى بيفجر خط الغاز.. ولا مين اللى رمى الزبالة اللى ماليه الشوارع.. ولا ليه فلوسنا مش بترجع.. ولا ليه الناس مش لاقيه
تاكل.. ولا ليه مفيش امان فى الشوارع.. ولا ليه الاعلام زى ما هو.. ولا ليه
الإحباط بدأنا نحس بيه تانى.. وبدأنا ثانية الدخول فى خندق «يعم أن مالى ما تولع
الثورة على اللى عملوها.. هو إحنا لاقيين ناكل»..
وفى
اعتقادى ان كل هذا سببه ياصديقى أن الثورة لم تكن «هجمة منظمة» بكل كانت «هجمة
مرتدة» إرتبكت حينها الدفاعات وأحرزنا الأهداف.. ولكننا للأسف لم يكن معنا حينها
«صانع ألعاب» جيد وتلك كانت مشكلتنا.. حتى مطالبنا لم تكن «تفصيل» بل كانت
«جاهزه».. ناهيك عن إننا بنزهأ بسرعة وكل حاجة عايزينها فى وقتها.. وخطأنا الأكبر
هو أننا كنا نثور وفى إعتقادنا أننا «هانعبى جيوبنا» من الفلوس التى كان الحزب
الوطنى «بيغرف» منها.. ولم يخطر ببالنا أبدا أنهم «خربوها وقعدوا على تلها» وأننا
ربما سنضطر أن نتحمل سنين حتى نعتاد على أصحاب المصلحة الجدد والذين يبدو أنهم
إستلموا «المصلحة» بدون أن يعلموا أنها «مغرية» ويبقوا هبل لو سابوا غيرهم يقربلها
أو حتى يبصلها..
فى
النهاية ياصديقى لم أجد ما أنصحك به سوى إذا من الله عليكم وفكرتم تعملوا ثورة تانى
فيجب أولا أن تحددوا الأماكن التى ستندلع فيها الثورة وتقومون بزرع كاميرات فى كل
الأنحاء حتى يتم تسجيل كل الأحداث مما يعود عليكم بالفائدة بعدة أشياء:
أولها.. هاتعرفوا إذا كان فيه قناصة ولا لأ..
ثانيها..
هاتعرفوا إنتوا كنتوا عاملين ثورة ليه أصلا..
ثالثها..
هاتكتبوا أسماء اللى جه الثورة عشان اللى ماجاش ما يصدعناش..
رابعها..
هاتفتكروا إن كان فيه ثورة وتقدروا تتفرجوا ع الإعادة براحتكم..
خامسها..
هاتشوفوا نفسكم وإنتوا فى أحسن مراحل الحياة تفاؤلا ومش هاتنسوها تانى خالص أصل
بينى وبينك إحنا نسينا خلاص..
سلامى
لك ياصديقى..
جدك:
محمد حجاز
0 ســــــــايق عليك النبـــى تجبر خاطرى بكلمتين...:
إرسال تعليق