منذ أخر مره رأيتها ومازالت ابتسامتها عالقة فى ذهنى... فأنا أبتسم لمجرد أننى تذكرت مداعباتها لى... أذكر حججها الوهميه التى تتصنعها للتقرب منى... أفتح شباكى فأنظر الى شرفتها لأجد شعاع النور يظهر من خلف شباكها... هذا الشعاع يخبرنى أنها مازالت مستيقظه... أتردد قليلا هل اناديها لنحكى معا كما تعودنا أم فقط أنتظر قدومها... اذا قرارى سأنتظر طلتها وحدها... أتساءل الى متى سنظل هكذا... هى بنت الجيران وأنا ابن الجيران... من الصغر ونحن نتعامل كالأخوات تربينا معا وترعرعنا معا... لكن هذا ما نتظاهر به فالجميع يدرك أننا عاشقان... إذا إلى متى سيظل التظاهر؟؟...طالما أننا عاشقان فلماذا إذا لا نمارس العشق علانية؟؟... ما الذى يمنعنا من مصارحة أحدنا الاخر؟؟... فليكن سأخذ أنا هذه الخطوة... سأصارحها... سأخبرها بمشاعرى بكل صراحة... وليكن ما يكون...إحترت فى الطريقة الجيده التى سأخبرها بها فاخترت الكتابة... لماذا الكتابة ولماذا لم يكن وجها لوجه..؟؟ أولا لان فى الكتابة تكون المهمه أسهل والنتيجه تكون أروع... فسهولتها فى أنك ما عليك إلا أن تكتب بكل صدق ما تشعر به على الورق وروعتها فى أن القارىء يتخيلك وأنت تخبره بتلك الكلمات بالطريقة التى عشقها منك... وثانيا لأن الكتابه ذكرى حصينة أمام تغيرات الزمن... وثالثا تحسبا لأى مفاجأت إذ ربما يكون ذلك شعورى أنا فقط...
أعددت القلم والأوراق وهيأت الجو جيدا وعلى نغمات أغنية سيرة الحب بدأت الكتابة... وبكل لهفة وشوق ظللت أكتب وأكتب الى أن كانت كلماتى ".......فهذا ما أشعر به نحوك... فهذا ما جعلنى أدمن إبتسامتك... فهذا ما أجبرنى أن أكون دائما الى جوارك... كنت أنانيا باختيارك حبيبه لى ،، لكنى لم أكن أنانيا فى اختيارى حبيب لكى... فأنا الأن أجهل اختيارك... أجهل عنوانى بالنسبة لكى... سئمت من كونى أخا لكى وأتسأءل الأن فى طلب عنوان أخر لى... لذلك تركت خانة الإمضاء فارغه فلتملأيه بما يحلو لكى..... منى أنا ،، أهدى هذه الكلمات الى أروع من إطمأن لها قلبى وهوتها عيناى وسميتها حبيبتى ،، سلامى لكى..."
وكعادتى راجعت كلماتى مره ،، واثنين ،، وفى الثالثه أزعجتنى رنة الموبايل وبعد تفحصه وجدتها رساله... من مَن الرسالة..؟؟ إنها من بنت الجيران... ماذا تقول الرسالة؟؟... "مش دى سيرة الحب بتاعت أم كلثوم ما تعلّى الصوت شوية"... يإلهى ما هذه الصدفة الغريبة... انها أروع صدفة رأيتها... فتحت شباكى فوجدتها تطل من شرفتها فقلت لها مبتسما " ياترى كده الصوت تمام..؟؟" قالت لى "أيوه كده تمام"... وسألتها "إيه اللى مصحيكى لحد دلوقتى"... قالت لى "أبدا جذبنى صوت الاغنية فعجبنى ،، فقولت أطلع أشم شوية هوا وبالمره أسمعها"... وظللنا نتحدث ونحكى ونضحك وننكت ونتبادل النظرات والإعجاب ونتوارى عندما نرى شخص قادم من بعيد لكى لا يرانا... وظللنا هكذا وأنا أترقب اللحظه التى أخبرها بها بورقتى الى أن جاءت الفرصه فقلت لها "والله انتى بنت حلال أنا كنت عايز أقولك على حاجه"... ردت قائلة "قول ياسيدى"... قلت لها "فى ورقة كده لقتها مرميه فى البلكونه عندى فقريتها ومافهمتش فيها حاجه ،، ممكن تبقى تقريها وتقول لى اللى فيها"... قالت لى "إتفقنا هى فين..؟؟" فاعطيتها الورقه وقلت لها "إحترمى نفسك بأه ،، واقفه نص الليل مع واحد غريب بتعملى ايه خشى نامى" وضحكنا وتمنينا الخير لصباحنا وودعنا بعضنا... ومرت ثلاثة أيام وأنا أتوجس من الاجابة... وبدأت أتيقن أن الإجابة غالبا ستكون غير مرضية لى... وبدأت الوساوس تأتى وتذهب إلى عقلى... إلى أن جاءت الليلة الرابعة... وفتحت شباكى وناديتها كالعاده... وتبادلنا أطراف الحديث العادى وكلينا ينتظر من الأخر أن يفتح الموضوع... بدأت أنا بالتلميح من بعيد فاختارت هى أقصر الطرق وقالت لى "مش عايز تعرف ايه اللى كان مكتوب فى الورقه اللى لقتها فى البلكونه"... قلت لها "لا طبعا ،، دا أنا هاموت وأعرف"... فابتسمت إبتسامة مليئة بالثقة وهى تنظر الى عينيا وقالت "الامضااااااااااء -صمتت لبرهة ثم تابعت- أخرة صبرى"... برزت عينيا من المفاجأة وكأننى لم أكن أتوقع تلك الاجابة ثم قلت لها مناكفا "ومين صبرى ده بأه إن شاء الله"... فنظرت إلىّ مستنكرتاً ثم قالت لى "بقولك إيه ياكابتن ادخل نام عشان عندك شغل الصبح ،، ولو شفت الشباك ده مفتوح لحد بكره بالليل هاقول لماما ع الجواب وهاعملك فضيحة"... قلت لها ضاحكا "لا يعم وعلى ايه... الطيب أحسن يالله تصبحى على خير يأجمل من إختار قلبى ولا أقولك تصبحى عى خير ياصبـرى"... وهكذا كانت أسعد ليلة فى حياتى...